ملخص الرسالة

 

الملخص

إن حاجة المجتمع ماسة لنشر وتفعيل ثقافة الحوار بين المرأة والرجل على أسس وضوابط وآداب شرعية مؤصلة وفق كتاب الله وسنة رسوله r وعلى منهج السلف الصالح رحمهم الله لاسيما مع مراعاة النبي r وصحبه الكرام لاحتياجات المرأة الخاصة بصفتها زوجة ومتعلمة حيث أفردت عن الحوار العام بحوار خاص . ولقد تناول هذا البحث التعريف اللغوي والاصطلاحي للحوار والفرق بين مصطلح الحوار وبعض المصطلحات المتداخلة معه كالمناظرة والمجادلة وغيرهما . وكذا بَيَّن مكانة الحوار في السنة النبوية الشريفة وكذا علاقة المرأة بالرجل وبعض الأمور التي تؤثر في نجاح الحوار بينهما .ولقد أبرز البحث واقع الحوار في السنة النبوية وكشف عن تنوع أغراضه وشموله لكافة مجالات الحياة ، و أظهر الأساليب والآداب الحوارية وجملة من ضوابط الحوار ومعوقاته  ليكون خطوة في سبيل التأصيل للحوار وإبرازا لمصدر موثوق منبثقا من تاريخ الأمة وتراثها الأصيل . كما كشف عن تنوع الأساليب والوسائل التعليمية في عصر النبوة  وأظهر الدور البارز للتربية والتعليم بالحوار في صقل عقول الصحابة و قوة فهمهم للمسائل العلمية مما أسهم في نبوغهم العلمي رجالا ونساء وصبيانا . كما أبرز المكانة العلمية للمرأة المسلمة وأنها مؤهلة للتعلم والتعليم والمناظرة والمجادلة وأن لديها القابلية للتدرج في مراتب العلم لتبلغ أعلاها  حتى تتمكن من الإدلاء برأيها  فيما حذقته من المسائل لاسيما فيما يخص النساء من أحكام الحيض والنفاس وشؤون الأسرة والأبناء . كما أكد البحث على أن  المرأة المسلمة استوفت كافة حقوقها المشروعة فلقد ورد في طياته  جملة كبيرة منها إن لم ترد كلها  ولقد بان للأمة بُعد نظر المرأة وتطور فكرها وعلو همتها ، من خلال النظر في حقوقها التي ، كانت تأتي لتطلبها كالخصوصية بالتعلم ، وحق اختيار الزوج وغيرها من الحقوق التي أقرها عليها الله ورسوله r . ودَلَّت جملة من الحوارات على وجوب ستر المرأة كامل بدنها بما فيه وجهها عن طريق الجلباب وهو العباءة من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها ، كما في حديث أم عطية وحديث سبيعة  وفاطمة بنت قيس وحادثة الإفك وغيرها . ولقد أبطلت جملة من الحوارات الحجج التي يحتج بها دعاة أصحاب الهوى للنيل من النبي r   بدعواهم أنه قد دخل على أم حرام وأم سليم  ونام عندهما أو دخل على ضباعة وهو غير محرم لهن فلقد أثبت أهل العلم  وشُرَّاح الحديث المتقدمين مَحْرَمِيته r   لأم حرام وأم سليم كما  بينوا كيفية دخوله على بعضهن ولم يتطرق علماء السلف للبعض الآخر ، من باب حسن الظن فيه r وتيقنهم من عدم دخوله على من لا تحل له إلا ما كان قبل فرض الحجاب ، مع أنه ولو لم تَثْبُتْ المَحْرَمِية فهو معصوم ، وليس كغيره من البشر. كما عَرَضَت الحوارات الأسرية والاجتماعية بعض المشكلات التي وقعت بين الأزواج في العصر النبوي وبينت طرق حلها بسلاسة وموضوعية عن طريق الحوار الهادئ الرصين بين الأزواج والآباء والبنات ولقد تميزت حواراتهم برقي في الأسلوب والأخلاق نتيجة استخدام أفراد الأسرة أعذب ألوان الملاطفة وتخيرهم أرق العبارات والنداءات التي تترجم معاني الود والتراحم والمداراة بين أفراد الأسرة ولاشك أن في الاقتداء بهم أثر فعال في تقليص الأزمات الاجتماعية والأسرية والتربوية والحد من ظاهرتي ارتفاع نسبة الطلاق والعنف السري ن كما أن له دور في تضييق الفجوة بين الآباء والأبناء . كما أشار إلى  ضرورة الحوار مع المخالفين في الدين من منطلق دعوتهم للإسلام وبيان محاسنه ورد شبهاتهم والإجابة على تساؤلاتهم لاسيما وأن فيهم منصفين وفيهم طلاب حق فلعلهم يجدوا ضالتهم عند محاورتهم أو مناظرتهم والحذر من الحوار من مبدأ الندية معهم في المعتقدات أو أن الحوار معهم جاء بسبب الضعف والعجز عن مواجهتهم  إذا أن الحوار وسيلة قائمة بحد ذاتها حتى في عصور القوة.


آخر تحديث
9/30/2012 12:10:51 AM
 

أضف تعليقك
الاسـم :
 
البريد الالكتروني :
 
رقم الجوال :
عنوان التعليق :
 
التـعـلـيـق :
 
أدخل الأحرف
الموجودة في الصورة :